طريق

كل منا ترسم له الحياة طريقاً. البعض يحفر طريقه بشق الانفس فيصل الى نقطة يظن بها انه يمسك بزمام الأمور وفي لحظة غير محسوبة يفقد تلك السيطرة وتضيع منه بوصلة الطريق، والبعض الآخر يعيش طيلة حياته يبحث عن طريقه ولكنه لايجده... جابر سلطان، صاحب مطعم (السلطان) في لبنان، بشوش الوجه وبسيط، كثير النكتة وسليط اللسان، لاذع الكلمات. منحته الحياة الثروة ولكنها لم تمنحه المعرفة أو الثقافة وهو ايضا لم يسع لها... بعد أن فقد زوجته وولده الوحيد في حادث سيارة، رحل ليستقر في لبنان. مضى على هذا الحدث ست سنوات قبل أن تضعه الأقدار في طريق أميرة.أميرة، فتاة جذابة في ريعان الشباب، من بيئة فقيرة فهي ابنة ميكانسيان توفي منذ ثلاث سنوات. تعيش مع أمها شادية وأختها عبير التي هي على علاقة بشاب غير مسؤول وعلى خلاف مستمر معه. أما أميرة العزباء، لها في تاريخها حادثة مؤلمة تحتفظ بها لنفسها، جعلتها ترى الحياة من منظار خاص. بصعوبة بالغة تمكنت اميرة من اكمال دراستها الحقوقية. تتغير حياتها وتنقلب رأساً على عقب، عند استلامها تبليغ من المحكمة بالإخلاء وتسليم البيت والدكان ومحطة البنزين لصاحبها جهاد. وفي لحظة ستغير مفارق حياتها ستتعرف بجابر السلطان، الزبون الذي سيشتري المحطة.ضغوطات كثيرة تحاصر اميرة تتزامن مع أزمات يعيشها جابر بعد انشغاله بموضوع غامض تركته أمه المتوفاة حديثاً، عالقاً. تتقاطع طريقهما ليكونا سنداً لبعضهما، كل على طريقته. علاقة عطاء تجمع الطرفين اللذين يتكاملان ليصبح طريقهما واحد ولكن محفوف بالألغام، شائك بالعقبات والحواجز. جابر الذي سيتجوز بأميرة، سيحقق لها كل ما كانت تحلم به، فتسير صاعدة في سلك المحاماة وتتحول الى اسم لامع في هذا المجال. سيف ذو حدين يقسم العلاقة إذ تزداد الهوة بيهما على إثر أحداث كثيرة يتعرض لها الزوجان فتشكل لحظات ونقاط من الصعود والهبوط في تلك العلاقة الغير مألوفة، الى أن يحدث ما يورط جابر في قضية فساد، تسبب له انهيار تراجيدي يطال فروع مطعمه لتجد اميرة نفسها ولأول مرة في مواجهة بين الدفاع عمن أحبته وبين الانفصال عنه.يُقالُ أن بداية أي علاقة تختلف دائماً عن نهايتها... والمشوار الذي يوصل نقطة البداية بالنهاية يبقى غير متوقع ومحفوف بالمخاطر والمصاعب. فهل يستكمل بطلانا الطريق يداً بيد أم تنفصل دروبهما وتغلبهما الفروقات؟